أشهر 5 أخطاء يرتكبها الكتاب المبتدؤون

هذه قائمة  بالأخطاء الأكثر   شيوعا التي يقع فيها عادة الكتاب  المبتدؤون    , وهذه القائمة كتبتها بناءً على تجربتي الشخصية فلقد وقعت في أغلب هذه الأخطاء عندما بدأت الكتابة
1-  عدم الاهتمام بالمراجعة
أول قصة قصيرة كتبتها كانت بعنوان  " حوار مع النفس " وبعد أن انتهيت من كتابتها راجعتها سريعا ثم   قررت أن أعرضها على المتخصصين فأرسلتها لجمعية الكاتبات المصريات , بعد أيام تلقيت رسالة من إحدى الكاتبات في الجمعية أثنت على أسلوبي ,  ولكنها قامت بعمل دوائر حمراء حول الأخطاء الإملائية والنحوية التي وقعت فيها و كتبت  أن هذه الأخطاء لا يقع فيها طالب في إعدادي .
أذكر وقتها أنني  شعرت بالحرج  لأنني تسرعت في الكتابة   ولم أقم بمراجعة قصتي سوى مرة  واحدة ,  ومنذ ذلك اليوم عاهدت نفسي على أن أراجع أي شيء اكتبه خمس مرات على الأقل .
الهدف  من إعادة المراجعة أكثر  من مرة هو أنك من الصعب أن تلاحظ كل أخطائك من أول مرة ,  ولكن كلما  تقرأ ما كتبته مرة أخرى  ستكتشف خطأ جديدا  في الإملاء أو التعبير  لم تلاحظه في المرة السابقة  , و في النهاية ستستطيع الوصول    إلى نص جيد ومتماسك يستحق النشر .

2 - عدم الاهتمام بالقراءة في كل المجالات
عندما بدأت  الكتابة كنت شغوفة بقراءة كل روائع الأدب العربي والعالمي  كما أنني كنت أحب القراءة في مجال علم النفس والاجتماع والفلسفة  ,  لكني  لم أقرأ  مجالات أخرى مثل العلوم والتاريخ  والاقتصاد والسياسة لأنها لم تستهويني   .
 بعد فترة شعرت أنني عاجزة  عن العثور على أفكار وتشبيهات جديدة في القصص التي أكتبها , بعد ذلك أدركت  وهو أنني قصرت قراءاتي على مجالات محددة  مما جعلني فقيرة فكريا   ,  لذلك  قررت أن أبذل بعض المجهود واتجهت إلى القراءة في كل المجالات التي كنت لا أحبها وحتى عندما كنت أشعر بالملل بعد القراءة في العلوم أو التاريخ كنت  أخرج بمعلومات جديدة توسع آفاقي الفكرية  .
 من الضروري أن  يكون لدى الكاتب  شغف بالمعرفة وقدرة على بذل المجهود من أجل توسيع  معلوماته   ,  بالطبع لا يمكن أن يكون الكاتب  خبيرا    في كل المجالات  ولكن يكفي أن يعرف  شيئا عن كل شيء  حتى تتكون لديه  حصيلة معرفية جيدة تساعده  على الكتابة .
3- اللجوء إلى الأسلوب المباشر
في العام الماضي كتبت قصة قصيرة ثم أرسلتها عن طريق موقع  تويتر إلى الكاتب الكبير " ابراهيم عبد المجيد " حتى أعرف رأيه فيها , تفضل الأستاذ إبراهيم  مشكورا بقراءتها وأخبرني أن القصة جيدة و  مشوقة , ولكن كتابتي لمغزى القصة في النهاية قلل من جمالها  ,  وقال لي "   قليل من الغموض سيزيد  من جمال القصة تأثيرها "
ولقد أدركت معنى كلام الأستاذ إبراهيم عبد المجيد عندما قرأت هذه المقولة للأديب  الكبير يوسف إدريس
"إن النفس البشرية جُبلت على مقاومة الوعظ المباشر والأمر المباشر وتعقدت تلك النفس بحيث أصبح عليك أن تسلك لها دروبا ملتوية ربما لتقول لها ابسط الحقائق "
   إذا فكرت في   أعظم الروايات التي قرأتها  ستكتشف أنها كانت القصص  التي  ودفعتني للتفكير والتأمل في معناها وليست القصص المليئة بالمواعظ والنصائح والخطب  هذا لا يعني أن تجعل قصصك معقدة وصعبة الفهم ,  ولكن لا تتعامل مع القارئ على أنه طفل ولا تملي عليه طريقة فهم  كتاباتك .
4- تقليد كاتبك المفضل
 لا تفرح  إذا أخبرك الناس  أنهم شعروا بروح نجيب محفوظ أو يوسف إدريس  في كتابتك  , هذا الكلام يعني   أنك لا تمتلك بصمة أدبية مميزة .
من الطبيعي أن تتأثر بالأشخاص  الذين أوقعوك بسحر كتابتهم في حب القراءة  فلتلجأ لتقليد كتابتهم بدون أن تشعر  , ولكنك يجب أن تنتبه لهذا  التأثر وتسعي للتخلص منه    وتبدأ في البحث عن نفسك وعن أسلوبك الخاص في السرد   .
 العثور على شخصيتك الأدبية   لن يأتي بالضرورة من أول محاولة فالأمر يحتاج إلى كثير من المثابرة  والوقت والتأمل والتفكير حتى ينضج أسلوبك  وتتكون   شخصيتك الأدبية  ولكن هناك  شيء واحد قد يعوقك عن تكوين  شخصيتك الأدبية وهذا الشيء هو يقودني إلى الخطأ الخامس .

5- الاستعجال في النشر
هناك رغبة محمومة عند كل  كاتب  في رؤية اسمه مطبوع على كتاب حتى يعرفه الناس ويدخل الوسط الأدبي   وهذه الرغبة طبيعية ومفهومة ولكن المشكلة أن هذه الرغبة تجعل الأديب  يسارع  على نشر كتاباته  حتى لو لم تكن قوية  ظنا منه أن النشر إنجاز في حد ذاته    .
التسرع في النشر  يحرم الكاتب من فرصة تطوير أسلوبه والعثور على شخصيته الأدبية  فتبدو كتاباته كأنها طعام غير مطهي جيدا     ,  كما أن التسرع في النشر يعرض الأديب للوقوع في حبائل دور النشر النصابة التي تستغل رغبة الشباب في تكوين اسم أدبي لأنفسهم بسرعة  وتأخذ أموالهم ثم تهمل في الدعاية والتسويق لكتبهم وفي النهاية تضيع أموالهم ولا يحققون النجاح المرجو  , لذلك على كل أديب جديد أن يأخذ حذره  ويتروى ولا يضع النشر هدفا أمامه بل يركز على بذل مجهود كبير في الكتابة  حتى يكون واثقا  أن ما كتبه يستحق النشر فعلا .

ياسمين خليفة 4/24/2014
لماذا نكتب ؟

ما السبب الذي جعلك  تتوجه إلى الكتابة ؟ .
هذا  السؤال    يوجه لكل الكتاب أو الأدباء   في كل الحوارات الصحفية .
 الأديب العظيم نجيب محفوظ اختصر كل الأسباب التي تجعلنا نلجأ إلى الكتابة  في هذه العبارة الرائعة  " لم أكن لأصل لما وصلت إليه لولا إنني وطدت نفسي علي أن الكتابة رسالة وعزاء.. رسالة يجب أن أؤديها بغض النظر عن المقابل، وعزاء لأن كل ما يشقيني في هذا العالم تعزيني عنه الكتابة"

نعم  , نحن نكتب   لأننا نرى الكتابة رسالة وناقوس  لإيقاظ المجتمع من غفلته والإشارة إلى مشاكله ونقاط ضعفه ونواقصه ومواطن تخلفه , نكتب لأننا نؤمن بقدرتنا  على المشاركة في  تغيير العالم  للأفضل عن طريق القلم  ولكن   هناك أسباب أخرى شخصية جدا  تجعلنا نلجأ للكتابة .


1- الرغبة في  الكتابة تنتج عن إحساسك  بأهمية أفكارك   وآرائك   ورؤيتك للعالم  ورغبتك في أن   يتبنى الآخرون وجهة نظرك    وأن  يروا العالم  بعيونك
2- الكتابة هي إحدى طرق   إثبات وجودك  في هذا العالم    , إثبات أنك عشت على هذه الأرض  وأنك  عانيت وضحكت وتألمت وأحببت وكرهت  وتعرضت لصدمات وأنك خضت تجارب رائعة وتجارب  مريرة .


3- الكتابة هي أفضل وسيلة للاعتراف والبوح بالحقيقة التي لا يمكن أن تقولها للآخرين خوفا أو خجلا ,  ولكنك أمام الصفحات البيضاء تتحرر من كل القيود وتعري ذاتك وتكشف عن حقيقتك بدون زيف أو  مواربة وتفصح عن  ما تشعر به بدون فلترة   , وبعد أن تنتهي من الكتابة ستشعر أنك هناك عبئا ثقيلا قد انزاح من على كاهلك وعندما تقرأ ما كتبته ستعيد اكتشاف نفسك .
5- الكتابة تحميك من الجنون أو الانفجار وتخفف عنك شعورك بالوحدة   وتحافظ على توازنك النفسي  ,وتعطيك مساحة أمنة لتفريغ مشاعرك والتعبير عن إحباطاتك وهمومك وهواجسك   وأحلامك 

6-  " الكتاب لمن يريدون التواجد في مكان آخر  "   هكذا يقول الأديب الأمريكي مارك توين   واختراع هذا المكان الآخر هي  مهمة  الكتاب ,  فالكتابة تحررك من سجن الواقع الضيق   و تعطي لخيالك الأجنحة لإعادة اختراع واقع من تصميمك  من خلال قصة  وشخصيات وحبكة وأحداث مثيرة  وتعطيك الفرصة لإعادة إرساء قواعد المنطق والحق والعدل والجمال من خلال القصة أو الرواية التي تكتبها .

  7- الكتابة  هي  أفضل وسيلة لتحويل آلامك وهمومك ومعاناتك إلى عمل فني جميل
ومدهش , وليس شرطا أن يحوز هذا الفن  على إعجاب الآخرين أو يغير مسار
العالم   لكي تستمر في تقديمه   ,   فيكفي أن يحقق لك هذا الفن الشعور بالراحة النفسية . 

ياسمين خليفة 4/17/2014
افتتاحية

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية  أعرفكم بنفسي اسمي ياسمين خليفة – أنا مدونة وكاتبة مصرية حاصلة على بكالوريوس  كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم إذاعة وتليفزيون   ,
 عندي مدونة أدبية اسمها حكاياتي  , نٌشرت لي مقالات وقصص قصيرة في  عدة مواقع الكترونية منها شباب الشرق الأوسط والرأي   , روايتي الأولى بنت وولد صدرت عن دار إبداع للنشر والتوزيع في يناير 2014

فكرة إنشاء  مدونة عن الكتابة  جاءت لي  من فترة طويلة عندما لا أزال  أخطو أول خطواتي في مجال
 الكتابة  ,وكنت أريد  أن أكتب رواية ولكني وجدت صعوبات في رسم الشخصيات وكتابة حبكة  جيدة   .
كنت أتمني أن أجد من يساعدني أو يقدم لي نصائح حتى أكون كاتبة أفضل ,ولكن لأني لا أعرف أي أدباء وليست لي أي علاقات في الوسط الأدبي   قررت  أن اعتمد على نفسي وأتعلم  الكتابة الروائية من خلال  التجربة والخطأ  , ومن خلال  قراءة الكتب الأجنبية التي تتحدث عن مهارات  الكتابة  وفن الرواية ,  وبعد أكثر من عشرة سنوات من التجربة  والفشل و المعاناة والإحباط والاكتئاب  ثم إعادة تكرار المحاولة أخيرا نجحت في كتابة  رواية  ونشر بنت وولد .
ورغم أني لا أزال اعتبر نفسي مبتدئة  إلا أني  تعلمت أشياء كثيرة من تجربتي مع كتابة القصة القصيرة والرواية   و   أريد  أن أقدم حصيلة تجربتي مع الكتابة    لأي شخص يهوى الكتابة  الأدبية   ويتمني أنه يكون روائي أو قاص  ولا يجد من يساعده أو يقدم له النصيحة ويرشده للطريق الصحيح   , كما  أريد أن أتحدث عن هموم الكتابة الأدبية  وشجونها ومشاكلها التي لا يعرفها ولا يشعر بها إلا الكتاب .
,  فكثيرا  ما   استيقظ  وأنا أشعر أنني أن أتوقف عن الكتابة بسبب  كم الاحباطات والمعوقات التي أواجهها  بسبب صعوبة الكتابة والنشر في مصر ,ولكني أعود وأتراجع لأن حبي للكتابة دائما يطغى على كل شيء   ,ولذلك قررت أني أنشئ  هذه المدونة حتى أذكر نفسي من خلالها  لماذا أحب الكتابة وأعطي لغيري من الكتاب الدفعة  والإلهام والتشجيع لاستكمال طريقهم   مهما واجهتهم من صعوبات .

ياسمين خليفة

يمكنك أن تقرأ أيضا

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...