لماذا لم أتوقف عن الكتابة؟

كانت تلك السيدة تجلس بجواري في إحدى الأماكن العامة حاولت أن تتعرف علي  , سألتني بفضول" بتعملي  إيه في حياتك ؟" شعرت بالحرج وأنا أقول لها أنني أكتب " قصص  قصيرة وروايات  " .
 سألتني بحماس " بتكسبي منها كويس ؟",  اعترفت لها  أنني لا أكسب شيئا من الكتابة بل بالعكس أدفع من أجل أنشر كتاباتي  " , تطلعت لي بشفقة ثم قالت لي " طب إيه لازمتها  ما  تشوفي لك حاجة تأكلك عيش بدل لما تضيعي وقتك " .
 أطرقت برأسي في الأرض وأنا أشعر بالألم ثم شعرت أنني يجب أن أستمع لنصيحة تلك السيدة وأتوقف عن الكتابة نهائيا.
 فكرة التوقف عن الكتابة تلاحقني في كل لحظة ,  فقبل أن أشرع في كتابة أي شيء   تهاجمني تلك الأسئلة المحيرة  لماذا تقضين كل هذه الساعات تفكرين وتبحثين , لماذا تبذلين كل هذا المجهود من أجل كتابة قصص ومقالات وروايات لن يهتم سوى عدد محدود جدا من الناس بقراءتها ولن تدر عليكي أي نفع مادي  , ابحثي عن شيء أنفع تقضين  وقتك فيه,   ولكني أحاول أن أتجاهل الرد على هذه الأسئلة  , أواصل  الكتابة رغم  أنني أشعر وأنا أكتب أنني أقف وحيدة في صحراء جرداء أصرخ فلا يسمعني سوى صدى صوتي , أواصل  الكتابة رغم أنني  أدرك جيدا أنني  أعيش في دولة  تخنق الحريات والإبداع وتحتقر الثقافة والأدب والفن , دولة أغلب سكانها ينفرون من القراءة ويعتبرونها وجع دماغ أو رفاهية عقلية لا يستطيعون تحملها, أواصل  الكتابة رغم أنني أعلم أن جمهوري مهما زاد سيظل محدودا  وأن احتمال تحولي إلى كاتبة كبيرة أو مهمة واحتمال حصولي علي أي عائد مادي أو معنوي من الكتابة شبه معدوم.
فكرة التوقف عن الكتابة  لاحقتني  عدة مرات منذ بداية  مشواري الأدبي , لاحقتني أول مرة بعد أن قرأ إحدى أقاربي أول قصة قصيرة كتبتها  ثم تطلع إلي بحنق وقال لي " قصتك مملة قوي,انتي مش موهوبة زي يوسف إدريس  "  , لاحقتني بعد أن وجدت أهلي يتهموني بالكسل و العزلة والانطواء  لأنني رفضت أن أعمل في وظائف أكرهها  وفضلت أن أقضي حياتي في حجرتي أفكر وأقرأ وأكتب, لاحقتني بعد أن  اشتركت في إحدى الجمعيات الثقافية ثم اكتشفت أن إدارتها يهتمون بتجميع قيمة الاشتراك من الأعضاء  أكثر من اهتمامهم بقراءة أعمال الأعضاء وتوجهيهم  ومساعدتهم في نشر أعمالهم , لاحقتني  بعد أن  عرضت مجموعتي القصصية على دور النشر فوجدت أحد الناشرين  يلقيها لشهور طويلة في مكتبه بدون أن يهتم بإلقاء نظرة واحدة عليها  , بينما  رفضها ناشر أخر  لأنها مكتوبة بطريقة كلاسيكية  بمعنى أنها مكتوبة بلغة عربية فصحى " وليست بالأسلوب العامي الحديث.
بعد هذا  الموقف  أصبت بإحباط شديد و عجزت  عن الكتابة تماما لعدة سنوات , شعرت بفراغ نفسي كبير خلال تلك الفترة  , شعرت أن هناك شيئا هاما ينقصني  ثم عادت لي  الرغبة في الكتابة مجددا  ,شعرت أنني يجب أن أقاوم اليأس والإحباط وأستمر بصورة أخرى  عن طريق التدوين, نشرت  قصصي ومقالاتي وخواطري على المدونة على أمل أن أجد الجمهور الذي يتفاعل معي ولكني اكتشفت أن زمن المدونات ولى  وأن الزمن الحالي هو زمن البوستات الساخرة  اللطيفة القصيرة المكتوبة بالعامية المبتذلة على الفيس بوك , ومع ذلك حاولت أن أستمر وأن أشارك في المسابقات الأدبية وأن أروج لتدويناتي على وسائل التواصل الاجتماعي وأن أحاول كتابة رواية طويلة.
وبعد عذاب ومعاناة  فازت إحدى قصصي القصيرة في مسابقة أدبية و  نجحت في كتابة روايتي الأولى بنت وولد ورغم نجاحي في نشرها وصدور الطبعة الثانية منها  عادت فكرة التوقف عن الكتابة تراودني  بعد أن  دخلت الوسط الأدبي واكتشفت   حقائق صادمة  , اكتشفت أن سوق الكتب تمتلئ بروايات وقصص ودواوين رائعة لم ولن يقرأها أحد بسبب كثرة الناشرين الذين  يعدون شباب الكتاب  بالنجاح الأدبي والمادي  و يأخذون منهم أموالا طائلة  ثم يتقاعسون عن التوزيع والترويج لكتبهم فيصبح صدور الكتاب مثل عدمه,  اكتشفت أن الكتابة  ليست رسالة بالنسبة للناشرين  وأصحاب مطابع وأصحاب المكتبات فكل هؤلاء الأطراف يحصلون على مكاسب مادية محترمة ,   أما  الكاتب فهو الطرف الخاسر الوحيد  في هذه العملية رغم أنه صاحب الكتاب  وهو مجبر القبول بالخسارة المادية أو المكسب المحدود  إذا أراد أن يكون أديبا. اكتشفت أن معايير النجاح الأدبي والتجاري  لا تعتمد على موهبة الكاتب أو اجتهاده بقدر ما تعتمد على قدرته على ترويج كتاباته بالانضمام إلى الشلل الأدبية والتقرب من  أصحاب النفوذ  في الوسط الثقافي والإعلامي والتزلف إليهم.
ورغم أن تعدد أسباب التوقف عن الكتابة  وقلة أسباب الاستمرار  إلا أنني لم أقو  حتى الآن على الاستجابة إلى نداء عقلي وإراحة أعصابي من الكتابة وأوجاعها  للأبد ,  دائما أعطي نفسي أسبابا للاستمرار , دائما  أوحي لنفسي أن مجهودي لن يضيع وكتاباتي لن يطويها النسيان  لأن تأثير الكلمات يتخطى المكان والزمان , إني لا أكتب من أجل جمهور هذا العصر المظلم الكئيب,  إني أكتب لأشخاص  سيولدون بعد موتي , سيقرؤون كتاباتي وستحركهم كلماتي  وستدفعهم لتغيير العالم للأفضل, أوحي لنفسي أن تأثيري رغم محدوديته شديد الأهمية  فالتأثير على شخص واحد  يعادل التأثير على مائة شخص لأن هذا الشخص الواحد باستطاعته أن يؤثر على المحيطين به وهكذا تتسع دائرة التأثير تدريجيا, و رغم   أن تغيير العالم إلى الأفضل وإنارة عقول الناس أمر مهم إلا أنني أشعر أن هذا ليس هدفي فعلا من الكتابة  ,لقد فهمت سبب عدم قدرتي على التوقف عن الكتابة بعد أن قرأت رسالة  كتبها  الأديب وليام سارويان في رسالة كتبها إلى أديب ناشئ  وقال له في أخرها " لو  منعك أو أوشك أن يمنعك شيء في العالم , حرب أو مجاعة أو وباء أو جوع شخصي فلا تكتب ولا تحاول الكتابة , انس الكتابة, كن موظفا شريفا , واذهب إلى دور السينما واحلم واستيقظ فإذا وجد  ما يمكنه أن يمنعك عن الكتابة فأنت لست كاتبا وسوف تتردي في دوامة الجحيم حتى تفيق "
لقد اكتشفت أن الكتابة بالنسبة لي  ليست هواية لطيفة مثل شغل التريكو أو تنسيق الزهور وأنني لا أكتب من أجل الحصول على منصب ثقافي أو جائزة مادية في مسابقة كبرى أو حتى تتحول روايتي لفيلم سينمائي , هناك  قوى أكبر وأهم مني تدفعني للكتابة  ,  تلك القوى هي التي تجعل الأفكار والكلمات تنهال على رأسي والشخصيات تتراءى في مخيلتي, إن الكتابة هي   قدري لا أستطيع الفكاك منه,  إنها  الشيء الوحيد الذي استمتع بفعله والشيء الوحيد الذي يعطيني الإحساس بأنني على قيد الحياة, لذلك قررت أن أتوقف عن التفكير في أسباب استمراري في الكتابة وأن أكتب بدون أن أنتظر عائد أو رد فعل أو مدح أو نقد  مثلما يستمر النحل في إنتاج العسل  بدون أن ينتظر شكر أو عرفان من البشر لأن إنتاج العسل هو سبب وجوده في الحياة.

ياسمين خليفة 12/02/2014
عندما تعجز عن الكتابة

تستيقظ مبكرا, تصنع لنفسك كوبا من القهوة أو الشاي ,تضع الأوراق أمامك وتمسك بالقلم أو تجلس أمام الكمبيوتر وتفتح برنامج الورد, تحرك يديك وتبدأ في  الكتابة ,تغمض عينيك, تحاول أن تبحث عن فكرة روايتك الجديدة  أو تحاول أن تتخيل المشهد الذي تريد كتابته, تفاجئ  أن عقلك  فارغ تماما, تجد نفسك عاجزا عن كتابة جملة سليمة كأنك طفل لا يزال يتعلم الهجاء , تنظر إلى ورقتك البيضاء, فراغها يستفزك, تكتب عليها أي شيء فتخرج العبارات رديئة والأفكار سيئة, تشعر بالإحباط فتقرر أن تترك الكتابة حتى تترك لنفسك مساحة للتفكير , تعاود المحاولة ولكنك تبوء بالفشل فيزيد إحباطك  وتتساءل عن سبب عجزك عن الكتابة  أو الخروج بفكرة جديدة, لماذا هربت الأفكار من عقلك وهل سيطول هروبها ؟ يساورك  الشك في قدرتك الإبداعية  وتتساءل  هل فقدت موهبتك أم أنك لم تكن موهوبا بالأساس؟
إذا كنت عانيت من العجز عن الكتابة فأنت لست وحيدا , هذه الحالة يمر بها كل الأدباء  وتسمى بالانجليزية
Writer’s block
  هذا مصطلح اخترعه المحلل النفسي ادموند بيرجلر عام 1947  هو يشير إلى عجز الكاتب كليا عن ممارسة الكتابة أو الخروج بأفكار جديدة  وكلمة
Block
تعني سد أو حاجز
وعندما يعجز الأديب  عن الكتابة يشعر أن هناك حاجزا سميكا يفصل بينه وبين الأفكار وكأن أبواب  الإبداع أغلقت في وجهه.
 هذه الحالة  لا تحدث للأدباء المبتدئين  فقط ولكنها شائعة حتى بين الأدباء المحترفين, فأشهر من عانوا منها كان الأديب الأمريكي سكوت فيتزجرالد صاحب الرواية الشهيرة " جاتسبي العظيم ".
علاج العجز عن الكتابة يختلف باختلاف أسباب وهي
1- الخوف
إذا انتظرت الكمال فلن أكتب حرفا واحدا

مارجريت أتوود
الخوف  هو العدو الأكبر لأي مبدع وهو  الإحساس المشترك  بين جميع الأدباء سواء كانوا مغمورين أو مشهورين, مبتدئين أو محترفين , الأديب  المبتدئ يخاف ألا يكون لديه الموهبة الكافية, يخاف  أن  يضيع وقته في كتابة رواية رديئة  ويخاف أن يفشل   في جذب القراء, والخوف يسيطر على عقله لدرجة أنه  يتخيل  المشتركين  في موقع جود ريدز  يمزقونه إربا ويضعون روايته في قائمة أسوأ الكتب على الإطلاق أو قد يقارن نفسه بتولتسوي أو بنجيب محفوظ  فيشعر بالضآلة  ويعتقد أنه لا يمكن أن يصل إلى ما وصلوا إليه ,  أما الكاتب المحترف الناجح فينشأ لديه نوعا أخر من الخوف ألا وهو الخوف من عدم القدرة على تكرار النجاح فنجاحه يلقي على عاتقه مسئولية ضخمة ويجعله يرغب  في إبهار قرائه وفي التفوق على نفسه, الخوف مرجعه طموح الكاتب وحرصه على تقديم  الأفضل, المشكلة أن هذا الطموح  يتحول أحيانا من محفز إلى عائق يصيب عقله بالشلل ويجعله عاجزا عن الكتابة لمدة طويلة.
الحل :  اعترف أنك خائف ثم تحدى خوفك  وامضِ في الكتابة كأن لا أحد سيقرأ ما كتبته, لا تفكر كثيرا فيما ستكتبه حتى لا تنتقد نفسك, اكتب أي جملة  تمر على عقلك حتى لو كنت تعتقد أنها ضعيفة أو رديئة, تذكر أن الأدباء العظماء الذين تعشقهم كانوا في يوم من الأيام مثلك مبتدئين ولكنهم صاروا عظماء بالاستمرار في الكتابة والعمل على تحسين أنفسهم, لا  تتوقع أن تكون كلماتك رائعة من أول مرة تذكر أن بإمكانك تصليحها وتحسينها, بعد أن تفعل ذلك ستجد نفسك بالتدريج عدت إلى ما كنت عليه لأن فعل الكتابة نفسه سيحرر اللاوعي بداخلك وسيزيح الأحجار التي تقف في نهر إبداعك .
2- الملل
لم أعمل  ليوم واحد في حياتي , فمتعة الكتابة هي التي دفعتني يوما بعد
 يوما وعاما بعد عام

راي برادبوري
العدو الثاني للإبداع بعد الخوف هو الملل, الملل يسلبك القدرة على التخيل  لأنه يجعلك ترى كل شيء حولك عاديا, مسطحا بلا أهمية ويسلب منك الفضول والشغف والمتعة  التي تصاحبك وأنت تكتب وحينئذ تصير الكتابة عملا أو واجبا ثقيلا,
 ما الذي  يجعلك تقبل على الكتابة في موضوع ممل ؟
ربما لأنك تريد أن تصبح كاتبا مهما ولأنك تعتقد أن الكاتب المهم هو الذي يبحث عن الموضوعات التي يراها المجتمع مهمة وخطيرة, أو ربما لأنك اتجهت للكتابة في نوعية معينة من الكتابات التي يراها الناشرون رائجة ومربحة معتقدا أنك بهذه الطريقة ستتمكن من جذب القراء وتحقيق مبيعات كبيرة.  
الحل : تذكر مقولة أوسكار وايلد " الفنان الحقيقي لا يهتم بالجمهور ", لا تفكر كثيرا في رد فعل القراء على ما ستكتبه وتذكر أن الكتابة بدأت بالنسبة لك كهواية وكوسيلة للتعبير عن نفسك, لا تكتب إلا في الموضوعات والقضايا التي تستهويك وتثير فضولك, وعندما يعود لك الحماس وتنتابك السعادة والحماس للكتابة, اعرف  أنك تسير في الطريق الصحيح.
3- وجود أخطاء في الرواية
 من المعروف أن العوامل الأساسية التي يقوم عليها العمل الأدبي هي القصة والأحداث والحبكة والشخصيات, وعجزك عن المضي في كتابة روايتك  قد يكون جرس إنذار غرضه تنبيهك أن هناك شيئا خاطئا في تركيب الرواية أو في رسم الشخصيات أو في التخطيط للحبكة أو في ترتيب الأحداث, فعندما تكون عاجزا عن تحريك الشخصيات فقد يعني هذا أنك لم ترسم شخصيات آدمية قادرة على الحركة والكلام وعندما تكون عاجزا عن تخيل المشهد التالي في الرواية فإن ذلك يعود ذلك إلى عدم منطقية الأحداث أو إلى وجود خطأ في الحبكة.
 الحل : اترك الرواية لعدة أيام ثم عاود قراءتها من البداية بتأني حتى تتعرف على العنصر المفقود فيها, كما بإمكانك أن تخطط لكل فصل ولكل مشهد في الرواية  قبل أن تكتبه حتى تستطيع أن تربط  جميع الأحداث ببعضها.
4- الضغط والإرهاق

قد  تكون مرتبطا بميعاد محدد عليك أن تنهي فيه روايتك  فتشعر أن  تكتب وفوهة المسدس مصوبة على رأسك  مما يضع عليك ضغطا نفسيا كبيرا ويجعلك عاجزا عن التفكير بصورة صحيحة, فتجلس لساعات طويلة لتكتب وتراجع ما كتبته حتى تصاب بالإرهاق وفي النهاية تجد نفسك عاجزا حتى عن تحريك يديك  , لقد جفف التعب والضغط كل منابع الإبداع لديك وتركك مستنزفا بلا طاقة على أي فعل أي شيء.

الحل : اعطِِ لنفسك أجازة من الكتابة لعدة أيام حتى ترتاح وتجدد نشاطك , وعندما تعود إلى الكتابة لا تضغط على نفسك , حدد ساعات معينة للكتابة وتوقف  قبل أن تشعر بالإرهاق.
5- انعدام  التركيز:

 نقص التركيز و الانتباه هي  إحدى أكبر  المشاكل التي يعاني منها الإنسان في العصر الحديث ,وسبب هذه المشكلة راجع إلى ازدياد مصادر الضوضاء و تشتيت الانتباه , فكيف بإمكانك أن تركز في الكتابة  وأنت محاط بعشرات المواقع المسلية والألعاب الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي التي لديها قدرة سحرية على جذبك  وهدر وقتك لساعات طويلة بالإضافة للهاتف المحمول الذي يجعل  الناس  بإمكانهم الوصول إليك في أي مكان.

الحل : حدد لنفسك وقتا معينا للكتابة وليكن في الصباح الباكر أو في الليل المتأخر, اختر مكانا هادئا  ثم  اغلق هاتفك المحمول وافصل الانترنت عن حاسبك وابتعد عن الأجهزة الالكترونية حتى تصفي ذهنك وتنتهي من الكتابة.

ياسمين خليفة 11/02/2014
لماذا يصاب الأدباء بالاكتئاب ؟

لا شك أن الكتابة  نعمة عظيمة من الله , إنها موهبة خاصة  أن تمتلك القدرة على وصف أدق المشاعر والأحاسيس وعلى التعبير عن النفس البشرية بكل تقلباتها وتناقضاتها  وأن تخترع قصص ومواقف وشخصيات.
تبدو الكتابة من الخارج عملية إبداعية ممتعة جالبة للسعادة , لكنها في الحقيقة ليست كذلك دائما.
الكتابة لها وجه أخر مظلم, ,فكما تعطي  الكتابة للأديب إحساس بالحرية وبالسعادة  تتسبب في أحيان أخرى في إصابته بالاكتئاب.
 لقد أثبتت الدراسات العلمية أن الكتاب أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالاكتئاب وبالأمراض النفسية عموما, و قائمة الأدباء المشهورون  الذين أصيبوا بالاكتئاب  طويلة  منهم ,فرانز كافكا ,ليو تولستوي ,ادجار ألن بو , مارك توين , تشارلز ديكنز , اجاثا كريستي , أنطون  تشيكوف, ومنهم من انتحر مثل فيرجينا وولف ,وارنست هيمنجواي ,وديفيد فوستر والاس.
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى سقوط الأدباء  في هاوية الاكتئاب بعضها متعلق بطبيعة عملهم الإبداعي ,فالأديب أو الفنان عموما  يتميز بالحس المرهف الذي يجعله قادرا على التقاط أحاسيس الآخرين بسهولة وبسرعة  أكثر من غيره , فلكي يعبر  الأديب عن الناس يجب أن يتفاعل معهم  ويتأثر بهم ويمتص مشاكلهم حتى يتوحد مع معاناتهم وآلامهم ,وتأثر الأديب بمعاناة الآخرين وإحساسه بالإحباط من الطريقة التي يسير بها العالم يؤثر على حالته النفسية بالسلب.
 كما أن الكتابة تتطلب من الأديب أن ينعزل عن الناس ويجلس وحيدا لساعات طويلة الانعزال لكي يفكر ويتأمل ويغوص في أعماق نفسه حتى يعثر عن الجواهر الفكرية الثمينة وبعد أن يكتب ويقرأ ما كتبه , ينتابه الشك في جودة ما كتبه ويبدأ  الصوت الناقد بداخله في الخروج والسيطرة عليه ,  فيوهمه أنه فقد موهبته أو أنه  موهوم وليس موهوبا , يحاول أن يتغلب على إحباطه ويعاود البحث مجددا عن المبدع داخله وعملية البحث هذه عملية شاقة مرهقة مثل التنقيب في المناجم ,و ما يزيد من صعوبتها أن الكاتب يقوم بها بمفرده ,وعادة ما يكون الأديب وحيدا في معاناته وفي أفكاره ومشاعره , لا يؤنسه سوى شبح الشخصيات التي يحاول رسمها في مخيلته.
السبب الأخر المهم الذي يجعل الكتابة مسببة للاكتئاب هو أن العائد المادي والمعنوي الذي يحصل عليه الأديب عادة ما يكون هزيلا مقارنة بالمجهود  الذي يبذله يوميا في التفكير والتأمل والكتابة والتنقيح  حتى يخرج عمله على أفضل صورة , وهذا ما  يجعل الأديب مضطرا للعمل في مهنة أخرى حتى ينفق على نفسه ,  مما يجعله غير قادر على التركيز في الكتابة , كما أن الكاتب في العالم العربي خصوصا يضطر أن ينفق من ماله حتى ينشر كتابه , وإذا لم يحقق كتابه مبيعات جيدة, لا يتمكن من استرداد الأموال التي دفعها, وبهذا تكون الكتابة سببت له خسارة مادية بالإضافة للأثر النفسي السيئ الذي يلحق به.
قد يعتقد البعض أن المعاناة  عنصر هام من عناصر الإبداع أو أن الإبداع يولد من رحم المعاناة والألم والصراع , ولكن التجربة كشفت لي أن هذا المعتقد خاطئ فالإبداع له شروط  من أهمها الصفاء الذهني والراحة النفسية, والشخص الذي يمر بحالات اكتئاب ويعاني طول الوقت لا يتمكن من التفكير والابتكار والإبداع جيدا  لأن الاكتئاب يستنفذ طاقة كبيرة من الإنسان ويسلبه قدرته على رؤية الأمور بطريقة صائبة.
 إذن فقدرة الكاتب على الاستمرار في الإبداع لا تعتمد على موهبته فقط ولكنها تعتمد بصورة كبيرة على إيمانه  بتلك الموهبة وعلى الدعم والمساندة التي يتلقاها من أقرب الناس إليه حتى يواصل مشواره , كما تعتمد على قدرته على التغلب على الصراعات النفسية العنيفة التي تدور داخله  لأن انهزامه أمام هذه الصراعات لن يدمر حبه للكتابة فقط, ولكنه قد يدمر حياته بأكملها.

ياسمين خليفة 7/08/2014
نصائح أدبية من ارنست هيمجنواي

يحتاج كل أديب جديد لنصائح الأدباء  الكبار  الذين سبقوه حتى يطور من نفسه  ويصير كاتبًا أفضل   , و الكاتب الأمريكي الكبير ارنست هيمجنواي والذي حاز على جائزة نوبل  في الأداب قدم نصائح رائعة للأدباء الجدد  لكي يطوروا مهاراتهم في الكتابة ,   ولقد استفدت كثيرا  من هذه النصائح   ولذلك قمت بتخليصها وترجمتها لكم
1- استخدم أحداث يومك كوسيلة للتدريب على الكتابة 
   تأمل  حياتك اليومية بتفاصيلها  مثل  الأصوات , الأشكال , الألوان وقم بتدوين هذه التفاصيل , و  عندما يعتريك شعور معين  أسأل نفسك عن الشيء الذي أعطاك هذا الشعور ثم قم بكتابته واهتم بنقل شعورك بدقة على الورق   
2- اقتحم  عقول الآخرين
عندما يتناقش أمامك شخصان حاول أن تتخيل ما يدور  في عقل كل منهما , وعندما تفكر في موضوع معين فكر فيه من وجهة نظر الآخرين , من حقك كإنسان أن  يكون لديك  وجهة نظر لكنك  إذا أردت أن تكون كاتبا لا يجب أن تحكم على الآخرين بل يجب عليك  أن تتفهم وجهات نظرهم وطريقة تفكيرهم .
3- كن مستمعا وملاحظا جيدا
عندما يتحدث الآخرون لا تقاطعهم بل انصت إليهم جيدًا ولا تفكر فيما تنوي أن تقوله  لهم , معظم الناس لا يملكون القدرة على الاستماع و الملاحظة , عندما تدخل حجرة يجب أن تخرج منها وأنت قادر على استخلاص كل ما دار فيها بالتفصيل وعندما يعتريك شعور معين بعد جلوسك في هذه الحجرة أسأل نفسك  ما الذي  بعث داخلي  هذا الشعور , تأمل  الناس وانظر إلى طريقتهم في الترجل من السيارات   والمشي والتحرك , واكتب ما رأيته , كل هذه وسائل للتدرب على الكتابة وكلها مرتبطة بملاحظة الآخرين .

ياسمين خليفة 5/25/2014
أشهر 5 أخطاء يرتكبها الكتاب المبتدؤون

هذه قائمة  بالأخطاء الأكثر   شيوعا التي يقع فيها عادة الكتاب  المبتدؤون    , وهذه القائمة كتبتها بناءً على تجربتي الشخصية فلقد وقعت في أغلب هذه الأخطاء عندما بدأت الكتابة
1-  عدم الاهتمام بالمراجعة
أول قصة قصيرة كتبتها كانت بعنوان  " حوار مع النفس " وبعد أن انتهيت من كتابتها راجعتها سريعا ثم   قررت أن أعرضها على المتخصصين فأرسلتها لجمعية الكاتبات المصريات , بعد أيام تلقيت رسالة من إحدى الكاتبات في الجمعية أثنت على أسلوبي ,  ولكنها قامت بعمل دوائر حمراء حول الأخطاء الإملائية والنحوية التي وقعت فيها و كتبت  أن هذه الأخطاء لا يقع فيها طالب في إعدادي .
أذكر وقتها أنني  شعرت بالحرج  لأنني تسرعت في الكتابة   ولم أقم بمراجعة قصتي سوى مرة  واحدة ,  ومنذ ذلك اليوم عاهدت نفسي على أن أراجع أي شيء اكتبه خمس مرات على الأقل .
الهدف  من إعادة المراجعة أكثر  من مرة هو أنك من الصعب أن تلاحظ كل أخطائك من أول مرة ,  ولكن كلما  تقرأ ما كتبته مرة أخرى  ستكتشف خطأ جديدا  في الإملاء أو التعبير  لم تلاحظه في المرة السابقة  , و في النهاية ستستطيع الوصول    إلى نص جيد ومتماسك يستحق النشر .

2 - عدم الاهتمام بالقراءة في كل المجالات
عندما بدأت  الكتابة كنت شغوفة بقراءة كل روائع الأدب العربي والعالمي  كما أنني كنت أحب القراءة في مجال علم النفس والاجتماع والفلسفة  ,  لكني  لم أقرأ  مجالات أخرى مثل العلوم والتاريخ  والاقتصاد والسياسة لأنها لم تستهويني   .
 بعد فترة شعرت أنني عاجزة  عن العثور على أفكار وتشبيهات جديدة في القصص التي أكتبها , بعد ذلك أدركت  وهو أنني قصرت قراءاتي على مجالات محددة  مما جعلني فقيرة فكريا   ,  لذلك  قررت أن أبذل بعض المجهود واتجهت إلى القراءة في كل المجالات التي كنت لا أحبها وحتى عندما كنت أشعر بالملل بعد القراءة في العلوم أو التاريخ كنت  أخرج بمعلومات جديدة توسع آفاقي الفكرية  .
 من الضروري أن  يكون لدى الكاتب  شغف بالمعرفة وقدرة على بذل المجهود من أجل توسيع  معلوماته   ,  بالطبع لا يمكن أن يكون الكاتب  خبيرا    في كل المجالات  ولكن يكفي أن يعرف  شيئا عن كل شيء  حتى تتكون لديه  حصيلة معرفية جيدة تساعده  على الكتابة .
3- اللجوء إلى الأسلوب المباشر
في العام الماضي كتبت قصة قصيرة ثم أرسلتها عن طريق موقع  تويتر إلى الكاتب الكبير " ابراهيم عبد المجيد " حتى أعرف رأيه فيها , تفضل الأستاذ إبراهيم  مشكورا بقراءتها وأخبرني أن القصة جيدة و  مشوقة , ولكن كتابتي لمغزى القصة في النهاية قلل من جمالها  ,  وقال لي "   قليل من الغموض سيزيد  من جمال القصة تأثيرها "
ولقد أدركت معنى كلام الأستاذ إبراهيم عبد المجيد عندما قرأت هذه المقولة للأديب  الكبير يوسف إدريس
"إن النفس البشرية جُبلت على مقاومة الوعظ المباشر والأمر المباشر وتعقدت تلك النفس بحيث أصبح عليك أن تسلك لها دروبا ملتوية ربما لتقول لها ابسط الحقائق "
   إذا فكرت في   أعظم الروايات التي قرأتها  ستكتشف أنها كانت القصص  التي  ودفعتني للتفكير والتأمل في معناها وليست القصص المليئة بالمواعظ والنصائح والخطب  هذا لا يعني أن تجعل قصصك معقدة وصعبة الفهم ,  ولكن لا تتعامل مع القارئ على أنه طفل ولا تملي عليه طريقة فهم  كتاباتك .
4- تقليد كاتبك المفضل
 لا تفرح  إذا أخبرك الناس  أنهم شعروا بروح نجيب محفوظ أو يوسف إدريس  في كتابتك  , هذا الكلام يعني   أنك لا تمتلك بصمة أدبية مميزة .
من الطبيعي أن تتأثر بالأشخاص  الذين أوقعوك بسحر كتابتهم في حب القراءة  فلتلجأ لتقليد كتابتهم بدون أن تشعر  , ولكنك يجب أن تنتبه لهذا  التأثر وتسعي للتخلص منه    وتبدأ في البحث عن نفسك وعن أسلوبك الخاص في السرد   .
 العثور على شخصيتك الأدبية   لن يأتي بالضرورة من أول محاولة فالأمر يحتاج إلى كثير من المثابرة  والوقت والتأمل والتفكير حتى ينضج أسلوبك  وتتكون   شخصيتك الأدبية  ولكن هناك  شيء واحد قد يعوقك عن تكوين  شخصيتك الأدبية وهذا الشيء هو يقودني إلى الخطأ الخامس .

5- الاستعجال في النشر
هناك رغبة محمومة عند كل  كاتب  في رؤية اسمه مطبوع على كتاب حتى يعرفه الناس ويدخل الوسط الأدبي   وهذه الرغبة طبيعية ومفهومة ولكن المشكلة أن هذه الرغبة تجعل الأديب  يسارع  على نشر كتاباته  حتى لو لم تكن قوية  ظنا منه أن النشر إنجاز في حد ذاته    .
التسرع في النشر  يحرم الكاتب من فرصة تطوير أسلوبه والعثور على شخصيته الأدبية  فتبدو كتاباته كأنها طعام غير مطهي جيدا     ,  كما أن التسرع في النشر يعرض الأديب للوقوع في حبائل دور النشر النصابة التي تستغل رغبة الشباب في تكوين اسم أدبي لأنفسهم بسرعة  وتأخذ أموالهم ثم تهمل في الدعاية والتسويق لكتبهم وفي النهاية تضيع أموالهم ولا يحققون النجاح المرجو  , لذلك على كل أديب جديد أن يأخذ حذره  ويتروى ولا يضع النشر هدفا أمامه بل يركز على بذل مجهود كبير في الكتابة  حتى يكون واثقا  أن ما كتبه يستحق النشر فعلا .

ياسمين خليفة 4/24/2014
لماذا نكتب ؟

ما السبب الذي جعلك  تتوجه إلى الكتابة ؟ .
هذا  السؤال    يوجه لكل الكتاب أو الأدباء   في كل الحوارات الصحفية .
 الأديب العظيم نجيب محفوظ اختصر كل الأسباب التي تجعلنا نلجأ إلى الكتابة  في هذه العبارة الرائعة  " لم أكن لأصل لما وصلت إليه لولا إنني وطدت نفسي علي أن الكتابة رسالة وعزاء.. رسالة يجب أن أؤديها بغض النظر عن المقابل، وعزاء لأن كل ما يشقيني في هذا العالم تعزيني عنه الكتابة"

نعم  , نحن نكتب   لأننا نرى الكتابة رسالة وناقوس  لإيقاظ المجتمع من غفلته والإشارة إلى مشاكله ونقاط ضعفه ونواقصه ومواطن تخلفه , نكتب لأننا نؤمن بقدرتنا  على المشاركة في  تغيير العالم  للأفضل عن طريق القلم  ولكن   هناك أسباب أخرى شخصية جدا  تجعلنا نلجأ للكتابة .


1- الرغبة في  الكتابة تنتج عن إحساسك  بأهمية أفكارك   وآرائك   ورؤيتك للعالم  ورغبتك في أن   يتبنى الآخرون وجهة نظرك    وأن  يروا العالم  بعيونك
2- الكتابة هي إحدى طرق   إثبات وجودك  في هذا العالم    , إثبات أنك عشت على هذه الأرض  وأنك  عانيت وضحكت وتألمت وأحببت وكرهت  وتعرضت لصدمات وأنك خضت تجارب رائعة وتجارب  مريرة .


3- الكتابة هي أفضل وسيلة للاعتراف والبوح بالحقيقة التي لا يمكن أن تقولها للآخرين خوفا أو خجلا ,  ولكنك أمام الصفحات البيضاء تتحرر من كل القيود وتعري ذاتك وتكشف عن حقيقتك بدون زيف أو  مواربة وتفصح عن  ما تشعر به بدون فلترة   , وبعد أن تنتهي من الكتابة ستشعر أنك هناك عبئا ثقيلا قد انزاح من على كاهلك وعندما تقرأ ما كتبته ستعيد اكتشاف نفسك .
5- الكتابة تحميك من الجنون أو الانفجار وتخفف عنك شعورك بالوحدة   وتحافظ على توازنك النفسي  ,وتعطيك مساحة أمنة لتفريغ مشاعرك والتعبير عن إحباطاتك وهمومك وهواجسك   وأحلامك 

6-  " الكتاب لمن يريدون التواجد في مكان آخر  "   هكذا يقول الأديب الأمريكي مارك توين   واختراع هذا المكان الآخر هي  مهمة  الكتاب ,  فالكتابة تحررك من سجن الواقع الضيق   و تعطي لخيالك الأجنحة لإعادة اختراع واقع من تصميمك  من خلال قصة  وشخصيات وحبكة وأحداث مثيرة  وتعطيك الفرصة لإعادة إرساء قواعد المنطق والحق والعدل والجمال من خلال القصة أو الرواية التي تكتبها .

  7- الكتابة  هي  أفضل وسيلة لتحويل آلامك وهمومك ومعاناتك إلى عمل فني جميل
ومدهش , وليس شرطا أن يحوز هذا الفن  على إعجاب الآخرين أو يغير مسار
العالم   لكي تستمر في تقديمه   ,   فيكفي أن يحقق لك هذا الفن الشعور بالراحة النفسية . 

ياسمين خليفة 4/17/2014
افتتاحية

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية  أعرفكم بنفسي اسمي ياسمين خليفة – أنا مدونة وكاتبة مصرية حاصلة على بكالوريوس  كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم إذاعة وتليفزيون   ,
 عندي مدونة أدبية اسمها حكاياتي  , نٌشرت لي مقالات وقصص قصيرة في  عدة مواقع الكترونية منها شباب الشرق الأوسط والرأي   , روايتي الأولى بنت وولد صدرت عن دار إبداع للنشر والتوزيع في يناير 2014

فكرة إنشاء  مدونة عن الكتابة  جاءت لي  من فترة طويلة عندما لا أزال  أخطو أول خطواتي في مجال
 الكتابة  ,وكنت أريد  أن أكتب رواية ولكني وجدت صعوبات في رسم الشخصيات وكتابة حبكة  جيدة   .
كنت أتمني أن أجد من يساعدني أو يقدم لي نصائح حتى أكون كاتبة أفضل ,ولكن لأني لا أعرف أي أدباء وليست لي أي علاقات في الوسط الأدبي   قررت  أن اعتمد على نفسي وأتعلم  الكتابة الروائية من خلال  التجربة والخطأ  , ومن خلال  قراءة الكتب الأجنبية التي تتحدث عن مهارات  الكتابة  وفن الرواية ,  وبعد أكثر من عشرة سنوات من التجربة  والفشل و المعاناة والإحباط والاكتئاب  ثم إعادة تكرار المحاولة أخيرا نجحت في كتابة  رواية  ونشر بنت وولد .
ورغم أني لا أزال اعتبر نفسي مبتدئة  إلا أني  تعلمت أشياء كثيرة من تجربتي مع كتابة القصة القصيرة والرواية   و   أريد  أن أقدم حصيلة تجربتي مع الكتابة    لأي شخص يهوى الكتابة  الأدبية   ويتمني أنه يكون روائي أو قاص  ولا يجد من يساعده أو يقدم له النصيحة ويرشده للطريق الصحيح   , كما  أريد أن أتحدث عن هموم الكتابة الأدبية  وشجونها ومشاكلها التي لا يعرفها ولا يشعر بها إلا الكتاب .
,  فكثيرا  ما   استيقظ  وأنا أشعر أنني أن أتوقف عن الكتابة بسبب  كم الاحباطات والمعوقات التي أواجهها  بسبب صعوبة الكتابة والنشر في مصر ,ولكني أعود وأتراجع لأن حبي للكتابة دائما يطغى على كل شيء   ,ولذلك قررت أني أنشئ  هذه المدونة حتى أذكر نفسي من خلالها  لماذا أحب الكتابة وأعطي لغيري من الكتاب الدفعة  والإلهام والتشجيع لاستكمال طريقهم   مهما واجهتهم من صعوبات .

ياسمين خليفة

يمكنك أن تقرأ أيضا

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...